-A +A
«عكاظ» (واشنطن، لندن) OKAZ_online@
من الألغاز المحيّرة في مرض كوفيد-19، الذي يسببه فايروس كورونا الجديد، أن طفلاً أو بالغاً من أفراد الأسرة قد يصاب بالفايروس؛ وفيما يتهيأ بقية أفراد الأسرة لاحتمال إصابتهم واحداً بعد الآخر، تحدث مفاجأة: لم تنقل العدوى إلى أي شخص آخر داخل الأسرة! وهي مسألة لم يتوصل علماء الفايروسات، وأطباء المناعة، واختصاصيو مكافحة الأمراض المُعدية إلى إجابة وافية عنها. وأحياناً يمكن أن يصاب بعض أفراد الأسرة نفسها بالأعراض المعروفة لكوفيد-19. لكن آخرين لا يصابون البتة! والأكثر إثارة للدهشة والحيرة أن بعضهم قد يشعرون بالأعراض المعروفة، لكنهم كلما خضعوا لفحص كورونا تأتي النتيجة سالبة. هل تراه يكون فايروساً آخر سبب الأعراض نفسها؟

وعادة ما يكون السؤال الأول من الخبراء في مجالات مكافحة الفايروسات والأمراض المُعدية: هل حصل جميع أفراد الأسرة على اللقاح المضاد لكوفيد-19؟ وغالباً تكون الإجابة: نعم. وقد يكون ثمة تفاوت، بين الأب والأم اللذين ربما حصلا على الجرعتين الأساسيتين ثم الجرعة التنشيطية. ويمكن أن يكون الأبناء قد حصلوا على جرعة أولى، أو الجرعتين الأوليين، ولم يحصلوا بعد على الجرعة التنشيطية. ويقول الخبراء إن نظام المناعة لدى الشخص المحصّن باللقاح يتعامل بطريقة مختلفة عن تعامل جهاز المناعة لدى غير الحاصل على اللقاح؛ إذ إن جهاز مناعة الشخص المطعّم يسارع لتقليص معدل استنساخ الفايروس لنفسه، والسرعة التي يتفشى بها في أعضاء الجسم الأخرى. ولأن الفايروس لا يستطيع أن يستنسخ نفسه بسرعة لدى الشخص المحصّن باللقاح، كلما خضع هذا الشخص للفحص كانت النتيجة سالبة، على رغم أن زوجته، أو طفله أصيبا بالفايروس في المنزل نفسه. ويعتقد الخبراء أن جهاز المناعة في هذه الحالة يقوم بإبقاء الحمل الفايروسي دون المستويات التي يمكن أن يعثر عليها الفحص. وتشير تعليمات الماركز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها إلى أنه في مثل هذه الحال يتعين على الشخص أن يرتدي قناع الوجه (الكمامة) لمدة لا تقل عن 10 أيام، لضمان تقليص احتمالات بث العدوى.


ويبقى السؤال المحير فعلياً: لماذا يشعر أحد أو بعض أفراد الأسرة بأعراض كوفيد-19 مع أن كل فحص خضع له نتيجته سالبة؟ يقول الخبراء إن التطعيم بلقاحات كوفيد-19 يعني بالضرورة أن مستويات وجود الفايروس في جسم الشخص ضئيلة جداً؛ إلا أن ذلك لن يمنع شعوره بالأعراض التي قد تكون قوية أحياناً. وأضافوا أن ما يشعر به مثل هذا الشخص من حمى، وغثيان، وتعب شديد يعزى، في حقيقته، إلى رد فعل جهاز المناعة على هجمة الفايروس، وليس بسبب الفايروس نفسه. وفي شأن أحد أو بعض أفراد الأسرة الذي لا يصاب بأي أعراض، يرى الخبراء أن ذلك يعزى إلى أن جهاز مناعتهم ربما نجح في تسديد ضربات مدمرة للفايروس فور محاولته النفاذ إلى الجسم. لذلك قد لا يشعر هذا الفرد بأي مرض. ويرجح أن هذا الشخص لديه عدد كبير من الأجسام المضادة، بفعل اللقاح، ما أتاح له كبح الفايروس من الوهلة الأولى، وتدميره قبل أن تسري رسائل إنذار عاجل من نظام المناعة لأجهزته الدقيقة الأخرى.

ويقول أطباء وعلماء إنهم لا يعرفون بوجه قاطع سر هذا اللغز داخل الأسرة الواحدة. ويرون أن كل شخص على ظهر البسيطة قد يكون له رد فعل مختلف عن الآخر في مثل هذه الحالات. ولذلك تكثر في المجتمعات شكاوى مماثلة، كأن يتعرض الشخص للفايروس، أو العدوى، والمخالطة، وكلما خضع للفحص جاءت النتيجة سالبة. ويقول علماء إنهم يعتقدون أن الفايروس أحياناً يتجه سريعاً لاستنساخ نفسه داخل البنكرياس، أو القلب، أو الكلى، بحيث يستعصي على الفحص العثور عليه. كما أن اللقاح يقلّص فرص نجاح الفايروس في مغادرة الجهاز التنفسي، ليتمدد إلى أعضاء أخرى.

سيكون بمستطاع السياح اعتباراً من أول يوليو القادم السفر لجزيرة فانواتو الواقعة في المحيط الهادي. وكانت فانواتو، التي تبعد بالجو نحو ثلاث ساعات من أستراليا، ويقطنها نحو 300 ألف نسمة، طبقت أحد أشد الإجراءات الوقائية صرامة لمنع وصول فايروس كوفيد-19 لأراضيها. فقد أغلقت حدودها اعتباراً من مارس 2020. وفي الحالات القليلة التي سمحت فيها لبعض سكانها بالعودة للجزيرة أثناء الإغلاق تم إخضاعهم لعزل صحي مشدد. وقررت الحكومة الفانواتية الشهر الماضي إلغاء كل التدابير الاحترازية، والسماح بدخول أي أجنبي للجزيرة، سواء كان محصناً أم غير محصّن بلقاحات كوفيد-19. واشترطت فحسب أن يحمل الزائر نتيجة سالبة لفحص أجري له قبل 24 ساعة من وصوله إلى فانواتو. وقبيل اندلاع نازلة كورونا كانت السياحة توفر 40% من دخل فانواتو. وفي أبريل 2020، بعد بضعة أشهر من بدء النازلة، أعلنت حكومة فانواتو أن 70% من وظائف قطاع السياحة لم يعد لها وجود، جراء الوباء العالمي. وقدرت خسائر الجزيرة العام الماضي بنحو 850 مليون دولار.

تواجه دول في قارات متباعدة زيادة مطّردة في عدد إصاباتها بفايروس كورونا الجديد. وبعدما ارتفع العدد التراكمي لإصابات جنوب أفريقيا أمس (الإثنين) إلى 4 ملايين إصابة؛ أضحت تتصدر السباق نحو الـ4 ملايين إصابة في تشيلي، بـ3.96 مليون إصابة. وتأتي بعدها جمهورية تشيكيا في القارة الأوروبية، بـ3.93 مليون إصابة. وتشاركها في هذا المصير كندا بـ3.93 مليون إصابة. ثم تأتي سويسرا تالية بـ3.71 مليون إصابة. وتعقبها الفلبين التي بلغ العدد التراكمي لإصاباتها أمس (الإثنين) 3.70 مليون إصابة.

عودة السياح لفانواتو..

بعد إغلاق 30 شهراً